فهم القرصنة الأخلاقية: أخلاقيات الاختراق وتحدياته ومجالاته في العصر الرقمي
نظراً لتطور التكنولوجيا المستمر ,ودخول الإنترنت إلى كل مكان في العالم , واستخدامه من قبل كافة فئات المجتمع ,فكما لهذا التطور العديد من المزايا التي تعود على الناس بالنفع ,هنالك أيضاً وجه آخر لهذا الأمر ,ألا وهو ظهور طرق الاختراق التي تؤدي إلى خسائر فادحة ؛ فمن هنا ظهرت الحاجة إلى تحليل ودراسة هذه الطرق ,ومحاولة اكتشاف الثغرات المؤدية لذلك...
فأصبح من المهم إيجاد أنظمة حماية قوية حتى يتم
تفادي هذه الخسائر , ومن العمليات التي تدعم هذه الأنظمة القرصنة
الأخلاقية "Ethical Hacking"
.
في هذا المقال سنناقش كل ما تريد معرفته عن القرصنة الأخلاقية , وعلاقتها بالأمن
السيبراني , وتحديد أوجه الاختلاف بينها وبين القرصنة الخبيثة .
أولاً: ماهي القرصنة الأخلاقية :
القرصنة الأخلاقية هي عملية اختبار وتقييم أنظمة
الكمبيوتر والشبكات والبيانات لتحديد الثغرات الأمنية .
تعرف القرصنة الأخلاقية أيضاً باسم "White Hat"
وهي تعد طريقة لممارسة اختبار على نظام ما
بحثاً عن الثغرات الأمنية , ويمكن القيام بذلك لأسباب عديدة ,بما في ذلك تقييم
أمان النظام ,أو المساعدة في تحديد نقاط الضعف التي يمكن معالجتها قبل أن يتم
اكتشافها من قبل المهاجمين واستغلالها في الأغراض غير الأخلاقية .
يمكن القول أيضاً أنها عملية تجاوز أو كسر
الإجراءات الأمنية التي ينفذها نظام الحماية , وفق قواعد الأمن السيبراني المتعارف
عليها.
ثانياً: أنواع القرصنة الأخلاقية:
يتم تقسيم القرصنة الأخلاقية إلى عدة أقسام بناءً
على نوع التخصص والمجال التي تطبق فيها ,فمن أقسامها :
1. الهكر المتخصص في اختبار الاختراق :
يستخدم هذا النوع من الهكر الأخلاقي تقنيات اختبار الاختراق لتحديد الثغرات في
أنظمة الحاسوب والشبكات وإعطاء توصيات لتحسين الأمن.
2. الهكر المتخصص في التحليل السيبراني: يقوم
هذا النوع بتحديد تهديد الأمن السيبراني ,وتطوير أنظمة الحماية بناءً على ذلك.
3. الهكر المتخصص في الأمن المعلوماتي: يهدف
هذا النوع إلى ضمان حماية البيانات والمعلومات من الهجمات الإلكترونية والتحقق من
سلامة نظام الحماية.
4. الهكر الأخلاقي المتخصص في تطوير برمجيات آمنة :
يهدف إلى تطوير برمجيات آمنة ,ومحمية من الهجمات الإلكترونية .
أخيراً :الهكر المتخصص في الوعي الأمني :
يعمل على تعزيز الوعي الأمني لدى المستخدمين وتوعيتهم بأهمية حماية المعلومات
الحساسة .
بعد أن تعرفنا على ماهية القرصنة الأخلاقية ,
نذكر نبذة مختصرة عن القرصنة غير الأخلاقية ؛لبيان الفرق بينهما : القرصنة غير
الأخلاقية تهدف إلى إيجاد الثغرات الموصلة إلى البيانات والمعلومات بهدف الأضرار
,والتسبب بخسائر كبيرة للشركات والمؤسسات أو حتى على مستوى الفرد.
يستخدم المتسللون الخبيثون نفس الأدوات والتقنيات
التي يستخدمها المتسللون الأخلاقيون ,بما في ذلك الهندسة الاجتماعية , واختراق
كلمات المرور , ومسح المنافذ.
المهارات التي يجب توفرها في الهاكر الأخلاقي:
يجب أن تكون لديه خبرة قوية في مهارات الحاسب
الآلي , وخبرة في لغات البرمجة, ولابد أن يكون ليه الكفاءة العالية في استخدام
أنظمة التشغيل ,إضافة إلى معرفة شاملة للشبكات, وأساس قوي في أمن الملومات.
القرصنة الأخلاقية و الأمن السيبراني :
يعد الأمن السيبراني مجال واسع يشير إلى دراسة
وممارسة الأساليب والبرامج المتطورة التي تهدف إلى حماية أنظمة الشبكات
والتكنولوجيا والمعلومات الحساسة ,وهذا ما يجعل القرصنة الأخلاقية تندرج تحت هذا
المجال الواسع.
إلا أن القرصنة الأخلاقية تتخذ دوراً أكثر هجوماً
بخلاف الأمن السيبراني الذي يهدف إلى تطوير أنظمة الدفاع والحماية.
أخيراً: نذكر أهم مجالات تطبيق القرصنة الأخلاقية
في الواقع :
1.
اختبار
الاختراق (penetration
Testing):
يعتبر
هذا المجال من أهم المجالات في القرصنة الأخلاقية ,حيث يقوم بإجراء اختبارات على
الأنظمة بهدف تحديد الثغرات ,وبعد ذلك يقوم إعطاء توصيات للشركة أو المؤسسة لتحسين
نظام الحماية والأمان.
2.
التحليل
الأمني (security
Analysis):
يقوم
بتحليل نظام الحماية والأمان للشركات والمؤسسات ,وذلك لتحديد الثغرات والمشاكل
التي يمكن استغلالها من قبل المهاجمين .
3.
تطوير
البرمجيات الآمنة (Secure software development):
يقوم هذا المجال بتطوير البرمجيات بحيث تصبح آمنة
وصعبة الاختراق ,وذلك بإضافة طبقات إضافية من الحماية الأمان للبرامج.
4.
التحقق
من سلامة الشبكات (Network security Verification).
5.
التحقق
من سلامة الأجهزة(Hardware
Security Verification).
وفي الأخير ننصح بكثرة الاطلاع في هذا المجال
ومواكبة تطوراته؛ لأن سرعة التطور التكنولوجي تتطلب محاكاة لها في الجانب الأمني
لتلبية الاحتياج ,فستجد الأمن المعلوماتي في تطور مستمر.
إرسال تعليق